بالتوازي مع عالمنا الذي نعيشه هنالك عالم خفي تجري فيه حرب خفية مستعرة قديمة, اشتدت حدتها وبدأت المواجهات تخرج للعلن أحياناً بين أبطالها وفرسانها وحكوماتها الخفية, لم يسجل التاريخ معاركها بل غيرت هي مجرى التاريخ دون معرفة البشرية بهم, أبرزها الحرب الدائرة بين محافل جمعية الدوائر المستنيرة من جهة, ومحافل جمعية المتنورين من جهة أخرى, حرب ممتدة في جذور التاريخ بين (حراس قلعة النور) و(أبناء لوسيفير), ما يحدث في غفلة عن العالم هي حرب أزلية تقودها جمعيات التنور حول العالم على مدى التاريخ وعلى رأسها العشيرة المستنيرة أعضاء أخوية جمعية الدوائر المستنيرة.
مازالت الجمعية الدوائر المستنيرة وعشيرتها منذ 300 عام تحافظ على سرية وجودها منذ أن تقرر تأسيسها على يد الأعضاء الأوائل, لأداء مهمة واحدة أقسموا عليها وهي تحقيق السلام وحفظ الأرواح البريئة وعدم سفك الدماء, وحسب معتقداتهم أن الشيطان يحرض لسفك الدماء في العالم ليستطيع إقامة مملكته فيها واستعباد روح الإنسان التي خلقها الله من نوره والسيطرة عليها مما يضعف من كلمة الله ونوره على الأرض, وحسب اعتقادهم أن أهم أهداف الشيطان وحلفائه هي نشر سفك الدماء لتسهيل خروجه من العالم السفلي كبوابة خروج له وظهوره وتجسده على الأرض وحكمها بقوانينه الشيطانية, حيث هنالك جمعيات سرية معادية عبر التاريخ ومستمرة تقوم بهذا الدور وتمجد الشيطان وأعماله حسب معتقداتها.
في البداية كان هدف العشيرة المستنيرة تعزيز السلام في أوربا وثم تطور مع الزمن وانتشروا في العالم وحققوا نجاحات كبيرة في ذلك, فانطلقوا لتحقيق السلام العالمي ووقف الحروب التي تسفك بها دماء البشرية لأهداف تافهة مالية أو سياسية, كان من أحد أهم نتائج أعمالهم العظيمة إيقاف التناحر بين الإمارات الإيطالية وتوحيد إيطاليا أخيراً تحت قيادة القائد الإيطالي الكبير (جوزيبي غاريبالدي), إيقاف الحرب العالمية الأولى والثانية, نشر فكرة المواطنة الأوربية وتوحيد أوربا والدفاع عنها ككيان واحد, تقوية الروابط الاقتصادية بينها مما عزز فكرة السلام في أوربا وأدت جهودهم الجبارة في خلق فكرة الاتحاد الأوربي وإعادة الدور الحضاري لأوربا كمنارة ثقافية عالمية تدعو لحرية الإنسان وفكره وحرية معتقداته, لذا حافظوا على سرية وجودهم وعدم الإعلان عن هذا المحفل القديم للجمعية, حيث أنه من خلال دروس التاريخ والتجارب التي صقلت فكر أعضائها النخبوية وجدوا أن العمل بهدوء وعلى المدى البعيد وبشكل غير معلن, يعطي نتائج أفضل وأنجع بكثير لتحقيق الهدف الأسمى للجمعية وهو حفظ الدماء المقدسة للبشرية لذا فشعارهم (نحارب في الظلام من أجل النور), وتعد من الجمعيات القلائل في العالم التي لم يتم الكشف عنها من قبل ما يسمون (حلفاء إبليس أو أبناء لوسيفير).